كنت ضد ذكرت في المقال السابق عن كاميليا شحاته ، ووفاء قسطنطين :" ان لنا في نموذج وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته دليل على قوة الإرادة وكمال الشخصية وصلابة الموقف الذي بُني على اختيار شخصي قائم على فعل "العقل الشريف" واشتعال الروح الوثابة وفاعلية الارادة الواثقة ، وارادة الله من دون الناس والانتفاضة الصريحة على الخرافة والضلال المبين. وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فان الامر هو " خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا"
انك لتستطيع ان تتعرف على ذكاء هؤلاء مما فعلته كاميليا شحاته فقد ردت المال-الذي وضعه زوجها في البنك بإسمها- ردته الى زوجها وهي تعلم انه قام بسرقتها من الكنيسة كما قالت لشهود واقعة اسلامها ، كما انها كانت تقاوم طبيعتها كأم حتى تستطيع الخروج من بيت زوجها بدون ان يؤثر عليها مؤثر قد تستخدمه الكنيسة كوسيلة عاطفية من وسائل التأثير عليها ، فكانت طول فترة اسلامها قبل خروجها من بيت زوجها تبتعد رويدا رويدا عن طفلها حتى لاتسبب لها العاطفة المفعمة بالحب تجاه طفلها ، عائقا على اختيارها الصلب مع وضع ثقتها في الله برجوع ابنها اليها والدليل انها لما علمت ان لها الحق في الاحتفاظ بإبنها ارتجف فؤادها واشتعل حبها لطفلها لانها لاتريد فراقه ابدا ولولا انها تعلم ان وسائل التعذيب المعنوي الذي تقوم به الكنيسة ضد المسلمات الجدد تستخدم وسائل غير انسانية للتأثير على قرار واختيار مصيري لما تركت ابنها طرفة عين ، فهذا يدل على مدى حبها لابنها وفي نفس الوقت على بعد خطتها –وصلابة ارادتها- في مقاومة مؤثرات الكنيسة غير العقلية فهي تعلم ان الكنيسة فقدت براهينها ولم يتبق امامها الا وسائل التعذيب النفسي وربما الجسدي ولذلك قالت اذا لم أرجع صلوا علي صلاة الغائب وهذا ايضا يدل على معرفتها بالاسلام بنفس الدرجة التي تعرف بها المسيحية والكنيسة".
وقد صدق الواقع ماقلناه وقد علمنا من بيانات (كنيسة قساوسة التعذيب ) ان كاميليا –التي أخبرت"أبو يحيي" أنها أحست-واللفظ من عنده- بحب وحنين للإسلام جدا-تعرضت في الكنيسة لتعذيب بشع حتى ورد الخبر عن احد اساقفة الكنيسة الأرثوذكية الكبار : أن كاميليا أصيبت بـ "الجنون المطبق" جراء تناولها العشرات من حبوب "الهلوسة"–زعم-، فضلاً عن الصدمات الكهربائية المتتالية والإرهاق العصبي المتتالي، بما يعني استحالة ظهورها تمامًا للرأي العام تحت أي ظرف، وذلك بعد رفضها الاستجابة لصلوات البابا (نقطة تستحق التوقف عندها كثيرا) الذي زارها مؤخرًا في أحد بيوت التكريس بعين شمس حيث تتحفظ عليها الكنيسة. " انها تلك الوسائل القروسطية لتعذيب المسلمين تُعاود الكنيسة الشرقية استعمالها ضد ابناءها الذين عرفوا الحق واعلنوا انهم مسلمون. وكما قال ابن القيم عن اهل التوحيد:" عرفوا حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر" ، ولذلك تقوم محاكم تفتيش "كنيسة الاخدود المشتعلة خوفا وحقدا" بإرهاب الدولة والشعب بل وشعب الكنيسة، قال كمال زاخر ناشط مسيحي من التيار العلماني عن هذه الحادثة ، أن ذلك يتم :" تحت زعم إعادة تأهيلها، فى إعادة إنتاج للأنساق الشمولية القمعية، غير مدركين أن القهر قد ينتج طاعة ظاهرية لكنه لا ينتج ولاء وإيمانا.
سلمْـتـُوني ـ رَغمَ إسلامي ـ لهُمْ.. فاللهُ حَـــسْــبــي فيكُـمُ يا أمَّــتِـي
ووفاءُ قسطنطينُ لمَّــا أسْـلمَـتْ.. فــُجـِعَـتْ بمِـثـْــل مصيبتي وفجيعتي
وكذا كرسْــتِـيـنـَا ومَريَانَ التي..دَانـَـتْ بـِـدِيـن الحَــقِّ مِـثــل تِـريـزةِ
--------
صرختْ : دَعُوني وَيْحَـكُمْ مَاذا جَرَى ..قـلبي إلى الرّحمن تـَابَ ومُهْـجَـتي
كُـفـّـوا عن الإيذاءِ إني مُسْـلِـمَة ْ..أو فاقـتـلــوني كَيْ أنــالَ شَـهادتِي
هل تـنقِـمُونَ سِوى اتباع مُحَمدٍ..فـنـُـسَامُ خـَسْـفاً بعدَ عَهْدِ العزةِ
أنا لست أخشى القتل أو تعذيبكم.. جسدي يهُونُ ولا تهُونُ عقيدتي
ربَّـاهُ جَمِّدْ في العُرُوق دِمَاءَهُمْ.. وأذِقـهُــمُ نار السَّعِـير تـَـلـَــظـَّتِ
( شعر المقال من تأليف كارم السيد حامد السروي)
ان أمامنا نماذج أخرى ، تضيف للحقيقة التي عرضناها في بداية المقال ، اضافات ذات دلالة ، منها ماعرضه موقع المرصد لمقاومة التنصير اخيرا –يوم 29 اغسطس2010-عن واقع إمرأة كريمة عفيفة ، من خلفية مسيحية -وصف "أبو يحيي السيدة "كاميليا" بأن عندها ( دماثة خُلق ، مؤدبة جدا ، حيية )- ، أسلمت منذ سنوات ، وأصبحت رغم صعوبة ماتواجهه من ملمات الحياة ، ثابتة الجأش، واثقة النفس، صلبة الإرادة ، يهون عندها كل شيء مادامت على اسلامها وفطرتها السوية.( نحسبها على خير ولانزكيها على الله) وقد ذكر ابن القيم في كتابه طريق الهجرين سبب من اسباب اعتزال الشرفاء الكفر والضلال والعصيان فذلك راجع إلى :" شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها" وهو ماعبرنا عنه في المقال السابق ب" فعل العقل الشريف" وكما يقول في مدارج السالكين ان الإنسان الشريف يشرف بالله ، بالصناعة والرعاية والتكوين :" هي به شريفة وهو وجه كونها بالرب تعالى وأوليته أمرا وتكوينا وإعانة " وهنا سنتبين من كلام السيدة الكريمة التي سنذكر اسمها بعد سطور، مدى قدرتها الذاتية وخيرية شخصيتها وشرف عنصرها ، وتعلق قلبها بالله عز وجل ومعرفتها بالخلل في عقيدة المسيحية كالأسرار السبعة والإعتراف ، فقد نقدتها مرات-كما فعلت كاميليا التي قالت "لو شديت قضية "الخطية" اتهدت النصرانية كلها" وتقصد كامليا ، عقيدة الخطية الموروثة ومايرتبط بها من لعنة وفدية وقتل الرب – ان ذلك سيضيف إلى رصيدنا الإيماني خبرات يقينية وعقلية وقلبية لوقائع دالة تثير الدهشة ،خصوصا لو علمنا أنها نماذج رقيقة انبثقت من صخور كثيفة التعصب والتصلب والعنف! ، انها تدل دلالة مباشرة على تعلق الروح البشري الفريد(عندنا في الإسلام فرادة الإنسان " ولذلك خلافته على الأرض" مقابل نجاسة الإنسان في المسيحية ، ولذلك وجوب قتل الرب نيابة عن الإنسان في المسيحية ) تعلق الروح البشري بالله عز وجل ، وهنا يستحق الرب تعالى الحمد فهو الذي من علينا بمعرفته والإسلام العظيم ، وهداية شرفاء النفس ، " الحمد لله الذي جعل لمن لاذ به واتقاه من كل ضائقة مخرجاً، وأَعقب من ضيق الشدائد وضنك الأَوابد لمن توكل عليه فرجاً، وجعل قلوب أَوليائه متنقلة من منازل عبوديته من الصبر والتوكل والإِنابة والتفويض والمحبة والخوف والرجا.( من مقدمة "طريق الهجريتين وباب السعادتين" لإبن القيم رحمه الله)
..إنها سيدتي " هويدا صادق شنودة المقدس" ابنة أخت الممثل جورج سيدهم والتي أجرى المرصد لمقاومة التنصير(أخي خالد الحربي) حوارا معها بالصوت والصورة، في التاريخ المشار اليه- أسأل الله أن يرضى عنا وعنها (كتبت لقب سيدتي، وكنت قبل أن ارسل المقال إلى المرصد ، أتأمل هذا اللفظ ومايعنيه لي فعلا ، وقد قلته عن خبرة بنساء الغرب ايضا ويمكنك القيام بمقارنة! ... وإذا بي وأنا أقرأ مقال الدكتور ابراهيم عوض "هُبل والمؤمنة" أجده يكرر لقب" السيدة" مرارا، فتأملت الأمر وهو أن المَلَك يُلقى في نفوسنا معان ، مرتبطة بنماذج خالدة تستحق أن تصير من سادة وسادات البشر، كآسية إمرأة فرعون ، وسمية أم عمار بن ياسر رضي الله عنهما- ولكم أن تتذكروا صحابيات آخر كان لهن مواقف شريفة في مواقف ومواقع ومعارك!- وهي نماذح تؤثر على الضمير البشري وتحفر فيه حفريات لايمحى أثرها ابدا ، فهي دعم للفطرة السوية والروح العالية. ودعم عظيم للإنسانية الراقية في زمن المادية الحديثة والعلمانية الخبيثة!
لقد ضربوا سيدتي (ايمان وهي هويدا صادق قبل الإسلام) حتى اصيبت في رأسها ، وقد أشارت أن آثار الإصابة مازالت موجودة كما منعوا عنها الطعام والرعاية ، والحركة ، حتى قالت : لو قتلوني يكفي اني ساموت مسلمة شهيدة.(فانظر إلى منزلة ودرجة الإنتماء وانظر الى بصرها أين وقع؟!)
وجاءت امها بقسيس الى البيت فعرض عليها اغراءات شتى. وجهالات متعددة!، فكان رد فعلها يدل على صحوة ضميرها وتوازن عقلها ، وسبقه لعقل القسيس ولروحه القدس! ، قالت له :انت جئت من سكة غلط! ( إمرأة عاقلة مؤمنة بألف قسيس ، سبحانك ربي!) ، ولما نفذت وسائل الإغراء أمر القسيس أمها بوضع : سكينة وملح وانجيل تحت رأسها!(ونعم الفكرة الجاهلية! ، من أين استقي القسيس علمه وسحره هذا !؟ يبدو أن القسيس نسج من حيل العوام ورقع!! وخيطه بمافي ثقافته من سخافات وجهالات ..بيد ان هذه الإهانات العنيفة والتعذيب النفسي والجسدي لم تستطع ان تنتصر على عقلها الشريف وايمانها النظيف فهربت إلى الله. بما كان منها من عزمة صادقة ، عزمة كان ابن القيم قد وصفها قبلا :" هى عزمة صادقة ونهضة حر ممن لنفسه عنده قدر وقيمة يغار عليها أَن يبيعها بالدون، وقد جاءَ فى أثر إلهى يقول الله عَزَّ وجَلَّ: ((ابْنَ آدَمَ خَلَقْتُكَ لِنَفْسِى [فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب ابن آدم أطلبنى تجدنى] فَإِن وجدتَنِى وَجَدْتَ كُلَّ شَيءٍ، وَإِنْ فُتَّكَ فَاتَكَ كُل شَيءٍ، وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)) ، فمن طلب الله بصدق وجده، ومن [وجده] أغناه وجوده عن كل شيء، فأَصبح حراً فى غنى ومهابة على وجهه أَنواره وضياؤه، وإِن فاته مولاه جل جلاله تباعد ما يرجو وطال عناؤه، ومن وصل إِلى هذا الغنى قرت به كل عين لأنه قد قرت عينه بالله والفوز بوجوده، ومن لم يصل إِليه تقطعت نفسه على الدنيا حسرات"(طريق الهجرتين وباب السعادتين)
واول شيء واجهها عند هروبها من وسائل التعذيب تلك كانت خاطرة انسانية وردت في ذهنها -ولنترك لها التعبير عن ذلك قالت : خايفة يقتلوني هاأقعد فين هاأنام فين
ولكن رد الفطرة والايمان الجواني أعلن في طرفة عين عن نفسه وعلمه بالله ، قالت : هذا قدري! ، وهي كلمة حق قيلت في موقف حق. يوقد نوره ذكر الله ، ويجب الالتفات إلى انها اعلنت بعد ذلك اسلامها يوم عيد الأضحي فصار عيدها عيدان ، تقديرا وقضاء من الرب الرحمن كما قالت:"حسيت ان المسلمين لايحتفلون بعيد الاضحى إنما يحتفلون بي أنا"
ولما ذهبت للشرطة قالت : اتبهدلت نمت في الحجز مع الحرامية وضعت في نفس الموقف.
وهذه الشريفة قالت: لست متعودة على البهدلة ، وقالت للبوليس انها لاتقدر على هذا الوضع.
وقالت: ، عن ايام تواجدها في مكان لكفالة اليتيم كمحبوسة بإيعاز واشراف من الأمن -بحسب قولها- وبإشراف كامل! – انها : كانت لاتحب الحبسة .. لست متعودة على البهدلة..إلخ) ، لنتأمل ذلك وكيف أن آثرا ثالثا ولطفا أعلى حمل أختنا حملا لطيفا على تحمل الآلام والمتاعب ، انه لطف المعية الربانية التي تلطف بالشرفاء وتطعمهم وتسقيهم وتكسوهم سكينة وحبا وودا مما لانستطيع التعبير عنه في كلمات ، ومارأيكم بما أخبرتنا سيدتنا به وهي أنها صارت من محفظات القرآن! ، أليس هذا الانتقال العجيب من لطائف الرحمن وقدر القيوم؟
يذكرني ذلك بأخي الدكتور ابراهيم من العراق( أعلن اسلامه منذ اكثر من 30 عاما هو واخته) هرب من جحيم صدام الى الغرب فكان يفسر القرآن للجالية الاسلامية وكأن سيد قطب أو الطبري يفسر كتاب الله ، أي والله).
ثم تزوجت ايمان حافظ محمد "هويدا صادق شنودة المقدس ، سابقا " من مسلم.. وبعد طلاقها –وبحسب قولها- ذهب رجلها إلى إمرأة أخرى عندها شقة وقد كان لايقدر على دفع ايجار شقته ، فطلقها وذهب!(فتحملت هي ،ايضا،هنا، مالم يتحمله الرجل) فلم تقدر على دفع ايجار منزلها..فخرحت إلى الشارع وكانت تنام في أي مكان تنتهي اليه قدماها، حتى انها نامت في منور.. حدائق ... استاد..إلخ
وعلى الرغم من انها مريضة بمرض " السكر" الا انها كانت عظيمة الإيمان ، قوية التقوى ... كانت تحمل أطفالا ثلاثة: كنت أرمي حملي وحملهم على الله!! ، واحيانا كانت تنام مع أولادها -سوزان وأحمد وسجود-في الإستاد على ورق كارتون
وانه كان يأتي عليها ليال تقول: ليس الأكل هو المشكلة ولكن اللبن !
كانت علبة اللبن اهم ، قالت: ولكن الحمد لله رب العالمين.
وكررت: العوض في الله – انها ليست كلمات تُقال وانتهى ومثلها لايخرج بتكلف أو تصنع ، انها البراءة الأصلية والنقاوة الإيمانية.. انها كلمات مُعلمة هادية... اعلنت ان تمسكها بكتاب الله هو الذي حماها قالت الحمد لله فلولا كتاب الله لضعت- لكنها كانت قريرة العين بالله تعالى .. قالت انه كان عندها حب قوي لله ان تتعلم أكثر. وذكرت ان بنات ازهريات احبوها واحبتهن ، فقرت عينها بصحبتهن ، بعد أن قرت عينها بالله ، وهذا كله تحقيق لما ذكره ابن القيم بقوله:" وقلب قد ولد وخرج إِلى فضاءِ التوحيد والمعرفة وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى، فقرت عينه بالله وقرت عيون به وقلوب، وأَنست بقربه الأَرواح، وذكرت رؤيته بالله، فاطمأَن بالله، وسكن إِليه، وعكف بهمته عليه، وسافرت هممه وعزائمه إِلى الرفيق الأَعلى، لا يقر بشيء غير الله، ولا يسكن إِلى شيء سواه، ولا يطمئن بغيره، يجد من كل شيء سوى الله عوضاً ومحبته وقوته، لا يجد من الله عوضاً أبداً، فذكره حياة قلبه ورضاه غاية مطلبه، ومحبته قوته، ومعرفته أَنيسه، عدوه من جدب قلبه ورضاه غاية مطلبه، ومحبته قوته، ومعرفته أَنيسه، عدوه من جذب قلبه عن الله: ((وإِن كان القريب المصافيا)). ووليه من رده إِلى الله وجمع قلبه عليه ((وإن كان البعيد المناويا)).
وقد قالت كاميليا ل"أبو يحيى" ان عندها (ثبات عجيب):" عندي ثبات عجيب"(لاحظ اللفظ الذي يؤيده الواقع!) ، فمن أين لهذه الكريمة الثبات لو لم يكن الله تعالى غاية مطلبها ، وحياة قلبها وأنيسها في بيت زوجها وفي هروبها الى الله وان شاء الله في كنيسة كهنة التعذيب؟
وقد عبرت "ايمان" عن فترة الاستقرار الأولى في زواجها بأنها كانت فترة دعم ومزيد قوة-وهذا ايضا من تقدير الله الحي القيوم ولطفه بها- ورغم كل تلك العوائق الضخمة التي عرضتها ، فاننا نراها بعد مرور أعوام على إسلامها تقول انها رغم ذلك كله : صرت محفظة للقرآن العظيم!، وكأنها تعلن عن فرحة أخرى غير فرحة إسلامها يوم عيد) ، يقول ابن القيم في هذا الشأن:" فإِن الله سبحانه غرس شجرة محبته ومعرفته وتوحيده فى قلوب من اختارهم لربوبيته، واختصهم بنعمته، وفضلهم على سائر خليقته، فهى {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ * تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا}* [إبراهيم: 24-25]" نعم ياربي تؤتي أكلها كل حين، وإلا فليخبرنا اهل الوقود من كنيسة الاخدود، كنيسة قساوسة التفتيش والمطاردة والتعذيب، التي يقذفون في اديرتهم اهل الإسلام من ابناءهم بعد صعقهم بالكهرباء والإرهاب ، ليخبرونا من الذي عمر قلب المسلم بالإيمان والتوحيد وتنزيه الأنبياء عن الفسق والضلال ، رغم ارهاب قساوسة الملح والسكين!، ، ونسأل كامليا وايمان ووفاء وبقية المؤمنات ، من :" عمر قلبك- بمحبته بعد طول الخراب، وآنسك بقربه بعد طول الوحشة والاغتراب ومن تقرب إِليك أَولاً حتى تقربت إِليه، ثم أَثابك على هذا التقرب تقرباً آخر فصار التقرب منك محفوفاً بتقربين منه تعالى: تقرب بعده وتقرب قبله، والحب منك محفوفاً بحبين منه: حب قبله وحب بعده، والذكر منك محفوفاً بذكرين: ذكر قبله وذكر بعده، فلولا سابق ذكره إِياك لم يكن من ذلك كله شيء، ولا وصل إِلى قلبك ذرة مما وصل إِليه من معرفته وتوحيده ومحبته وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإِنابة إِليه والتقرب إِليه، فهذه كلها آثار ذكره لك" (من كلام ابن القيم) فهذا هو سر الإقبال على الله، فهو الذي يختار أهل القرآن وخاصته ، وأهل الإسلام وعزته ، واختنا ايمان، ابنة اخت جورج سيدهم عبرت عن هذا الشوق القديم الى الله بقولها : كنت أتمنى أن أكون مسلمة واني (كما قالت اخيرا) : قدرت أن أحقق حلم حياتي بإشهار إسلامي الذي قدره الله في يوم عيد للأضحى!، فانضم فرحها بالإسلام مع فرح الأمة بالعيد
والأمر كما قال ابن القيم في مدارج السالكين:" فالفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته له وإيثاره له على غيره"
لله درهن من سيدات .. يعلمننا دروسا في الحياة والتاريخ والصمود...دروس في معرفة –وماأثمنها من معرفة- اختيار الله للمؤمنين من عباده وكيف يجعل آثار ذلك على ألسنتهم في كل حين رغم مايعانونه من العدو ومايلقونه من بلاء الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس ، والمستمع بصورة مركزة إلى ماأخبرت به كاميليا للأخ (ابو يحيي) يعلم حقيقة ماقدمناه من كلام ابن القيم رحمه الله.
ومن بركة هؤلاء الكريمات أنه ، فقط، في شهر أغسطس2010م ، أشهر 400 مسيحي اسلامه في مشيخه الأزهر كما كشفت مصادر مشيخة الأزهر لجريدة المصريون
ولقد سبق هؤلاء المؤمنات ، نساء كثر في التاريخ الإسلامي يبدآن بأم عمار بن ياسر ، "سمية" رضي الله عنهما التي قتلتها قريش ، وأغلب الظن ان كنيسة الاخدود المعاصرة قتلت ابنة قسطنطين "وفاء" بصور مقاربة من صور التعذيب النفسي والجسدي الذي مورس على مؤمنات قريش واسبانيا وقرطبة وغرناطة.
قالوا اقـتلوها ؛ قد صَبـَتْ عن كفركمْ
أبَتِ المَـسِـيــحَ وصَـلـبَـهُ وتـَـخـَـلـَّتِ
صرخت : أنا الإسلام ديني ليس لي
ربّ سِوَى الرحمن ، تِـلكَ عقيدتي
فاما الخرافة والملح والسكين وإما التعذيب تحت راية الإنجيل.
لوْ زالتِ الشـُّـمّ الرواسِـخُ أو هَوَتْ
أنا ليسَ تـَهوِى أو تـَزُولُ عَـزيمَـتي
أنا للإلهِ الحَـقّ رَبِّ مُــحَــــمـَّــــدٍ